يُسافر ملايين الأشخاص حول العالم كل عام، وعشرات الملايين من هؤلاء المسافرين مُصابون بارتفاع ضغط الدم. يُعد ارتفاع ضغط الدم المعروف أيضًا بفرط الضغط hypertension  أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية أو السكتات الدماغية. يعتبر السفر آمن بشكل عام بالنسبة لمرضى الضغط المرتفع طالما يتم السيطرة عليه، ولكن توجد بعض الإجراءات التي ينبغي اتخاذها قبل مغادرة المدينة. اتبع الإرشادات التالية للحفاظ على صحتك وراحتك في الرحلة القادمة.   

14 إجراءًا ينبغي مراعاته للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم قبل السفر

زيارة طبيبك

حدّد موعدًا مع طبيبك قبل السفر للإطلاع على نتائج اختبارات الدم الخاصة بك والتأكد من أنَّ حالتك الصحية تسمح بالسفر. قد تحتاج لإجراء فحوصات الدم مرة أخرى لضبط جرعات الأدوية التي تتناولها. كما يمكن أن تؤثر بعض أدوية ضغط الدم على استقرار الكهارل في جسمك، واختبار الدم يمكن أن يكشف عن أي اضطراب إن وُجد. اسأل طبيبك إذا كان ضغط الدم لديك مستقرًا بدرجة كافية تسمح لك بالسفر، واحرص على إبلاغ طبيبك بأي تغيُّرات صحية قد تعرّضت لها منذ زيارتك الأخيرة. لا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، وتذكّر أنَّ نتائج الفحوصات قد تستغرق بعض الوقت. لذا، تأكّد من تحديد موعد مع الطبيب قبل بضعة أسابيع على الأقل من تاريخ سفرك.      

معرفة قياس ضغطك

بمجرد أن يسمح لك الطبيب بالسفر، تأكّد من الحفاظ على مستويات صحية لضغط الدم أثناء سفرك. من أجل القيام بذلك، ينبغي أن تعرف أولًا القياس الطبيعي لضغط الدم لديك ومراقبته للتأكد من بقائه تحت السيطرة. يمكنك شراء جهاز قياس الضغط الرقمي إذا لم يكن لديك واحد بالفعل، والذي يسمح لك بقياس ضغط الدم من أي جزء في الجسم ( ترجح معظم الدراسات أنَّ الأجهزة التي تقيس الضغط عن طريق الذراع أكثر دقة من تلك التي تقيسه عن طريق المعصم). تذكّر أنَّ العديد من الصيدليات في الولايات المتحدة الأمريكية توفّر أجهزة ضغط يمكن للعملاء استخدامها ولكنها قد لا تكون متاحة في كل منطقة أو كل بلد.   

ضغط الدم الطبيعي للبالغين: 100-130/60-80 ملليمتر زئبقي

ارتفاع ضغط الدم: إذا كان أعلى من 140/90 (أو 130/80 وفقًا لجمعية القلب الأمريكية)

التأكُّد من سريان مفعول اللقاحات الطبية

قد يُوصَى بأخذ بعض اللقاحات الطبية قبل سفرك وفقًا لوجهتك أو الوقت الذي تسافر فيه من العام. بوجه عام، يكون البالغون المصابون بأمراض مزمنة كأمراض القلب أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع العدوى مثل نزلات البرد وأكثر تأثرًا بها. اطلب من طبيبك مراجعة سجل التطعيمات الخاص بك و تحديثه إذا لزم الأمر. يمكنك أيضًا زيارة أحد مراكز مكافحة الأمراض واتقائها أو الموقع CDC الإلكتروني لمعرفة التطعيمات التي يُوصَى بها لمختلف الدول حول العالم.

حفظ الأدوية داخل الأمتعة المحمولة

تتعرّض شركات الطيران إلى فقدان أمتعة المسافرين كل يوم، وربما حدث ذلك لك أو لشخص تعرفه. ولأن فقدان الأمتعة أمر شائع الحدوث، من المهم للغاية أن تُبقى الأدوية الخاصة في حوزتك دائمًا. فإذا فُقدت إحدى حقائبك، قد يستغرق الأمر أيامًا حتى يتم إعادتها إليك. ويمكن أن تتعرّض أيضًا لفقد الأدوية بشكل دائم إذا لم يتم العثور على الحقائب. لذلك، يفضّل عدم المجازفة والاحتفاظ بجميع المستلزمات الطبية داخل حقيبة اليد الخاصة بك. تأكّد من إغلاق جميع العبوات بشكل محكم فعادةً ما تتحرّك الأشياء كثيرًا أثناء التحليق.  

إحضار أدوية إضافية

إذا كنت تخطّط للسفر لفترات طويلة من الوقت، يجب التأكد من إحضار أدوية تكفي لمدة لا تقل عن ضعف مدة رحلتك تحسّبًا لأي تأخيرات غير متوقّعة. إذا كنت تحصل عادة على أدوية تكفيك لمدة شهر من الصيدلية، اطلب من طبيبك الحصول على ما يكفيك لمدة 90 يومًا. وإذا كنت تخطّط لرحلة أو جولة يومية بعيدًا عن مقر إقامتك، احرص على إحضار أدوية إضافية في حال استغرقت مدة أطول من المتوقّع. عدم الالتزام بجدول الأدوية المحدّد قد يعرّضك للمشقة، على أقل تقدير. وفي حالات أكثر خطورة، قد يتسبّب في مضاعفات تعرّض حياتك للخطر.  

تشمل الأدوية الشائعة المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ما يلي:

  • مثبّطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: ليزينوبريل، بينازيبريل، إنالابريل
  • مُضادات مُستقبلات الأنجيوتنسين: لوسارتان، فالسارتان
  • حاصرات مستقبلات بيتا: أتينولول، كارفيديلول، ميتوبرولول
  • حاصرات قنوات الكالسيوم: أملوديبين، ديلتيازيم
  • مدرات البول: هيدروكلوروثيازيد، كلورثاليدون، تريامتيرين

إذا كنت تستخدم أيًا من الأدوية السابقة، من الضروري أن تتأكّد من إحضار ما يكفي منها طوال فترة رحلتك.

كتابة قائمة بالأدوية

احتفظ بقائمة مكتوبة لجميع أدويتك في محفظتك أو حقيبة سفرك. اكتب اسم الدواء والجرعة (ملغ) وعدد المرات (على سبيل المثال مرة واحدة في اليوم، مرتين في اليوم ،إلخ). قد تفيدك هذه القائمة في حالة فقدان الأدوية الخاصة بك أو إذا كنت خارج الفندق وتحتاج إلى الحصول على خدمات طبية طارئة.

معرفة أقسام الطوارئ القريبة من وجهتك

بغض النظر عن المكان الذي تتجه إليه، ينبغي أن تكون على دراية بالخدمات الطبية المتوفّرة في حال احتياجك لأي منها، وهذا أمر مستبعد الحدوث. قبل وصولك أو عند الوصول إلى الفندق، اطلب من المسؤولين معرفة أماكن العيادات الطبية أو المستشفيات القريبة في حال احتجت إليها. إذا كنت مسافرًا على متن سفينة سياحية، ينبغي أن تسأل عن الخدمات الطبية التي تُقدّم بها قبل حجز الرحلة. تجنّب المفاجآت عندما يتعلّق الأمر بصحتك، لا تنتظر تعرّضك لحالة طبية طارئة لتتعرّف على خيارات الرعاية المتاحة أمامك. ينبغي معرفة ذلك قبل المغادرة أو بمجرد الوصول إلى وجهتك!

معرفة الخيارات المُتاحة في الصيدليات المحلية

بعض الأدوية، التي قد لا تُصرف إلا بوصفة طبية في بلدك، قد تكون متاحة بدون وصفة طبية في المكان الذي تُسافر إليه والعكس صحيح. على أي حال، ينبغي أن تعرف إلى أين تذهب للحصول على الأدوية الخاصة بك إذا لزم الأمر. قم بتحديد أماكن الصيدليات المحلية، وسجّل عناوينها على هاتفك أو اكتبها في ورقة واحتفظ بها داخل محفظتك. احتفظ بقائمة الأدوية الخاصة بك في متناول اليد دائمًا في حال فقدت أدويتك أو لم تتذكّر مكانها.   

التأمين على السفر

قبل المغادرة، يمكنك الاتصال بشركة التأمين الخاصة بك والاستفسار عن إمكانية تغطية تكلفة الخدمات الصحية التي قد تحتاج إليها أثناء السفر أو تعويضك عنها. إذا لم يكن الأمر كذلك، حاوِل شراء تأمين سفر منفصل قبل المغادرة، يمكنك البحث على الانترنت للعثور على الشركات التي تقدّم تلك الخدمات. لا تفسد رحلتك بأعباء إضافية جرّاء فواتير طبية غير متوقّعة قد يلزم سداد بعضها على الفور. التأمين الإضافي يستحق تمامًا التكلفة التي يتطلّبها إذا كنت قادرًا على دفعها.

تحضير وجبات خفيفة

التحكّم الجيد في ضغط الدم قد يشكّل تحديًا كبيرًا أثناء السفر بسبب التغيّرات التي تطرأ على الروتين اليومي والتوقّف عن ممارسة الرياضة وتناول كميات من الطعام تفوق احتياجات جسمك. لذلك، قد يكون تحضير وجبات خفيفة صحية وقليلة الصوديوم ضروريًا للحفاظ على توازن جسمك. من المهم أيضًا أن تسأل عن الخيارات منخفضة الصوديوم عند تناول الطعام في الخارج.  

إحضار مبرّد في رحلات الطريق

هل تخطّط للذهاب في رحلة على الطريق؟ عند السفر بالسيارة، من السهل الاعتماد على مطاعم الوجبات السريعة و خدمة طلبات السيارة. ولكنّ تلك الأطعمة تحتوي على الكثير من الصوديوم والكربوهيدرات البسيطة والمكوّنات المُصنّعة التي يمكن أن تسبّب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ. لذلك، يمكنك إحضار مبرّد متنقّل وتعبئته بالفاكهة والخضروات وغيرها من الوجبات الخفيفة الصحية التي تشعرك بالشبع حتى بعد مرور ساعات على الطريق. تُظهر الدراسات أهمية الأنظمة الغذائية الغنية بالفاكهة والخضروات للحفاظ على استقرار ضغط الدم في الجسم. لذلك يتناول الكثيرون مكمّلات الأطعمة الخارقة النباتية لضمان حصولهم على كمية كافية من المغذّيات النباتية.

خيارات الوجبات الخفيفة الصحية التي يمكن وضعها في المبرّد:

عدم الاعتماد على أطعمة المطارات

إذا كنت تُسافر بالطائرة وتقضي الوقت في المطار، فإنَّ الحصول على وجبة صحية يمكن أن يكون تحديًا حقيقيًا. فمعظم الأطعمة المتوفّرة في المطاعم والمحلات التجارية ليست إلّا أطعمة مُعالَجة غنية بالصوديوم. ينبغي أن تحرص على إعداد وجباتك دائمًا. قم بتعبئة الإفطار والغداء والعشاء كما يمكنك إحضار وجبات خفيفة صحية أيضًا. تذكّر أنّ المطارات لا تسمح بدخول زجاجات كبيرة من السوائل، لذا قد لا تتمكّن من إحضار مشروبات السموثي ومخفوق الحليب. ولكن يمكنك إحضار العديد من الوجبات الخفيفة الصحية الأخرى!

تجنّب الإسراف في الطعام في بوفيهات السفن السياحية

تحتوي معظم السفن السياحية على بوفيهات مفتوحة مغرية للغاية، فهناك العديد من الخيارات التي تدفعك للإسراف في تناول الطعام. املأ صحنَك أولًا بالخضروات والسلطة وتناول القليل من بقية الأصناف. إذا كنت تسافر في الصيف حيث الجو الحار والرطوبة المرتفعة، قد يحتفظ جسمك بالصوديوم أكثر من المعتاد عند تناول السوائل الإضافية. وكذلك، إذا كان الجو حارًا وقمت باستهلاك الكحول، قد يرتفع مستوى الجفاف سريعًا في جسمك مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم.   

التخطيط مسبقًا للاستمتاع برحلة رائعة

التخطيط المسبق هو سر نجاح رحلتك بغض النظر عن متى أو أين أو كيف تُسافر. إتاحة الوقت الكافي للتخطيط لمَسار رحلتك وأماكن الإقامة وخيارات الطعام قد يساعدك على مواصلة السفر حول العالم مهما كانت الظروف الصحية التي تعاني منها. قد يكلّفك هذا وقتًا وجهدًا إضافيًا، لكنّ صحتك وراحتك تستحقان بالتأكيد كل هذا العناء. رحلة سعيدة!

المكمّلات الغذائية  التي قد تساعد على التحكّم في ضغط الدم

مرافق الإنزيم Q10

يلعب مرافق الإنزيم Q10 دورًا هامًا في صحة الميتوكوندريا والتي تعتبر مصدر الطاقة الرئيسي في خلايا أجسامنا. كما تُظهر الدراسات1 أيضًا فائدته بالنسبة لارتفاع ضغط الدم. تدعم مايو كلينك2 استخدام مُرافق الإنزيم Q10 للتحكّم في ارتفاع ضغط الدم كما أيّدت ذلك دراسة3 نشرت عام 2015 في مجلة Annals of Medicine. الجرعة المقترحة: يوصَى بتناول حوالي 100 إلى 300 ملغ يوميًا.

المغنيسيوم

المغنيسيوم هو معدن ومرافق إنزيمي شديد الأهمية يدخل في أكثر من 350 تفاعلًا كيميائيًا حيويًا في جسم الإنسان. لذلك، فإنَّ تناول كمية كافية من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، التي تشمل الخضروات الورقية الخضراء، يعد أمرًا بالغ الأهمية. وفي كثير من الأحيان، لا يكفي النظام الغذائي وحده ويكون تناول المكمل الغذائي أمرًا ضروريًا.  

تزيد بعض الأدوية من خطر نقص المغنيسيوم في الجسم. تشمل تلك الأدوية مخفّضات حمض المعدة (أي أوميبرازول، بانتوبرازول، رانيتيدين) و مدّرات البول الخافِضة لضغط الدم ( فوروسيميد، تريامتيرين،هيدروكلوروثيازيد).  

لقد أظهرت دراسة4 أجريت عام 2016 أنَّ المغنيسيوم يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم حتى عند تناوله لمدة شهر واحد فقط. كما أظهرت دراسة5 في عام 2017 انخفاضًا مماثلًا لضَغط الدم عند تناول المرضى الذين يعانون من مقاومة الإنسولين أو أعراض ما قبل السكري  مكمّلات المغنيسيوم.

البيكنوجينول

يرجع استخدام البيكنوجينول أو مستخلص لحاء الصنوبر، الذي يعد أحد مضادات الأكسدة القوية، في الأصل إلى السكان الأصليين لأمريكا الشمالية وآسيا حيث استخدموه كعشب طبي. وتفيد التقارير باستخدام جاك كارتييه، الذي كان يطالب بملكية فرنسا لكَندا، مستخلَص لحاء الصنوبر في عام 1535 خلال رحلته لعلاج داء الأسقربُوط الذي يحدث بسبب نقص فيتامين ج في الجسم.

واليوم، أدرك خبراء الرعاية الصحية المتكاملة أيضًا الفوائد العديدة لمستخلص لحاء الصنوبر في مجال الصحة ومكافحة الشيخوخة وتم استخدامه كمكمّل غذائي للمرة الأولى في الولايات المتحدة في عام 1987. هذه العشبة يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع وفقًا لما ذكرته دراسة أجريت عام 2016 في Phytomedicine6 .

فيتامين د

هناك العديد من الأسباب وراء الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، تشير الدراسات أن الرجال الذين يعانون من انخفاض مستوى فيتامين د أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بمعدل ست مرات من أقرانهم  بينما كانت النساء أكثر عرضة بمعدل ثلاث مرات.

إذن، ما الذي يمكن لفيتامين د فعله؟ تُظهر الدراسات العلمية أنَّ فيتامين د يساعد على ارتخاء الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى جميع أنحاء الجسم مما يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع. وقد يكون نقص فيتامين د أيضًا سببًا رئيسيًا في ارتفاع خطر إصابة الأشخاص المُصابين بفرط التصبُّغ الجلدي  بضغط الدم المرتفع. الجرعة المقترحة: 2000– 5000 وحدة دولية في اليوم.

المراجع:

  1. Borghi, C., and Cicero, A. F. G. (2017) Nutraceuticals with a clinically detectable blood pressure-lowering effect: a review of available randomized clinical trials and their meta-analyses. Br J Clin Pharmacol, 83: 163–171. doi: 10.1111/bcp.12902.
  2. http://www.mayoclinic.org/drugs-supplements/coenzyme-q10/evidence/hrb-20059019
  3. Nutraceuticals for blood pressure control Cesare R. Sirtori, Anna Arnoldi & Arrigo F. G. Cicero Annals of Medicine Vol. 47 , Iss. 6,2015
  4. Hypertension. 2016 Aug;68(2):324-33. doi: 10.1161/HYPERTENSIONAHA.116.07664. Epub 2016 Jul 11.
  5. Am J Clin Nutr. 2017 Sep;106(3):921-929. doi: 10.3945/ajcn.117.155291. Epub 2017 Jul 19.
  6. Complement Ther Med. 2017 Feb;30:14-23. doi: 10.1016/j.ctim.2016.11.004. Epub 2016 Nov 18.