لقد سمعت على الأرجح الكثير عن فوائد مُضادات الأكسدة لكل أعضاء الجسم من القلب إلى الجلد.  هذا صحيح — تلك الجزيئات المؤكسدة الصغيرة الموجودة في الغذاء قوية للغاية ولكن ما الذي تفعله تحديدًا؟ لقد تبيّن أن مضادات الأكسدة لديها أدوار متعددة بما في ذلك منع الالتهابات ومكافحة العديد من الأمراض المختلفة. كما تُقلّل أيضًا خطر الإصابة بالاكتئاب والتدهور الإدراكي عن طريق حماية الجسم من أضرار الجذور الحرّة الموجودة في البيئة المحيطة والتي تحطّم خلايانا الواحدة تِلو الأخرى.

هناك أنواع متعددة من مُضادات الأكسدة وأحد مضادات الأكسدة التي ينبغي أن تعرفه—وتعرفه بشكل جيد— هو حمض ألفا- ليبويك(ALA). وهو حمض يتكوّن بشكل طبيعي داخل الجسم، ولكننا نحصل عادة على حصتنا الكافية منه عن طريق تناول الخضروات بما في ذلك السبانخ والبروكلي والبطاطس.  

ماذا تفعل أحماض ألفا ليبويك؟

يمكنك تخيل أهمية حمض ألفا ليبويك فقط بالنظر إلى حقيقة تواجده في كل خلية من خلايا جسم الإنسان. والمهمة الرئيسية لحِمض الليبويك هي تحويل الجلوكوز أو السكر إلى طاقة. يمكن الحصول على القدر اللازم من أحماض ألفا ليبويك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي حيث لا يُنتج الجسم دائمًا كمية كافية منه. أحماض ألفا ليبويك تساعد أيضًا على مكافحة آثار الجذور الحرّة في البيئة والتي تعد العامل الرئيسي لظهور أعراض التقدم في العمر. أعرف ما تفكّر به— كلنا سنتقدّم بالعمر. أجل، هذا صحيح ولكن النوع الذي تتسبّب فيه الجذور الحرّة هو الشيخوخة المتأخرة— المرحلة التي تتدهور بها جميع خلايانا.

ما هي الفوائد الصحية لأحماض ألفا - ليبويك؟

تساعد أحماض ألفا- ليبويك على تقليل الأضرار التي تلحقها الجذور الحرّة بخلايا الجسم  شأنها في ذلك شأن مضادات الأكسدة الأخرى مثل اللوتين والكاروتينويدات وبيتا كاروتين والليكوبين وفيتامين ج وبالتالي فهي تساعد على الوقاية من الأمراض التنكسية. وقد اكتشفت الأبحاث أنَّ أحماض الليبويك تعتبر علاجًا طبيعيًا لمرض الزهايمر حيث يعد الإجهاد التأكسدي أحد السمات الرئيسية لهذا المرض.

ونحن نعرف أيضًا فائدة مضادات الأكسدة في تحسين صحة البشرة، ولذلك فقد أصبحت مصطلحات رنانة تستخدم في بيع كل شيء في مجال التجميل؛ من مستحضرات وأمصال الوجه إلى كريمات العين بل وحتى منتجات الشعر.

ولا عجب فيما توصلت إليه بعض الدراسات الإضافية من العلاقة بين أحماض ألفا - ليبويك والوقاية من مرض السكري. فقد تعرّفنا منذ فترة ليست بالقليلة على العلاقة القوية بين العناصر الغذائية التي نزوّد بها أجسامنا (أو نقصها) وبين خطر الإصابة بهذا المرض. والنظرية في ذلك هي أنَّ أحماض ألفا ليبويك تحسّن قدرة الجسم على استخدام الأنسولين الذي ينتجه طبيعيًا وبالتالي تخفض مستوى السكر في الدم. وقد اكتشفت دراسات أخرى فائدة أحماض الليبويك في علاج أعراض السكري مثل الألم والحرقان والوخز وغيرها من الأعراض.

إلى جانب  تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة بقدر الإمكان ضمن نظام غذائك اليومي، أوصي بتناول 200 ملغ من حمض ألفا-ليبويك كجزء من نظام المكمّلات الغذائية التي تساعد على الوقاية من السكري وعلاجه، إلى جانب 2 إلى 3 جرامَات من أحماض أوميغا 3 الدهنية و500 مكغ من بيكولينات الكروم يوميًا.  

المراجِع:

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17982894
  2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3221300