ما هو الاكتئاب الموسمي؟ 

يؤثر الاكتئاب الموسمي بشكل أساسي على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق من العالم تتعرض لنقص أشعة الشمس لفترات طويلة. يعاني الأشخاص المتأثرون بذلك من انخفاض ملحوظ في الحالة المزاجية خلال أشهر الشتاء، وغالبًا ما يواجهون صعوبة في إكمال مهامهم، وقلة اهتمام بالأنشطة المعتادة، وتغيرات في أنماط النوم. يمكن أن تساعدك الرعاية الذاتية الجيدة والخطة الشاملة التي تضعها مع مقدم الرعاية الصحية على تجاوز فصل الشتاء.

بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن يكون الشتاء وقتًا صعبًا إلى حد ما، وقد يكون خطيرًا بالنسبة لآخرين. إذا كنت تواجه صعوبات كبيرة، فيرجى استشارة أخصائي الصحة العقلية، أو الاتصال بالخط الساخن المحلي لمنع الانتحار.

إنشاء أساس راسخ للرعاية الذاتية الجيدة

الاكتئاب حقيقي، سواءً كان موسميًا أم لا. إن أي خطة للحد من الاكتئاب يجب أن تتضمن إنشاء أنظمة دعم اجتماعي جيدة، وتناول نظام غذائي متوازن، والحصول على نوم جيد، وممارسة الرياضة. ولكن، في بعض الأحيان لا تكفي هذه الأشياء، وتحتاج إلى مزيد من الدعم.

ابدأ دائمًا مع مقدم الرعاية الصحية ومختص الرعاية الصحية العقلية للحصول على خطة شاملة تناسب احتياجاتك الفردية. فيما يلي بعض الدعم الإضافي الذي يجب مراعاته.

طُرق طبيعية لعلاج الاكتئاب الموسمي

1. الميلاتونين

الميلاتونين هو مكمل معروف لدعم النوم. خلال أشهر الشتاء التي تصبح فيها ساعات النهار أقصر، يكون بعض الناس أكثر حساسية لتأثيرات الميلاتونين أو يصبح إفراز الميلاتونين لديهم غير طبيعي، مما قد يجعلهم أكثر صعوبة في التعامل مع مشاكل المزاج الموسمية. هناك أدلة أولية محدودة تدل على أن تناول الميلاتونين في وقت النوم قد يساعد على تقليل أعراض الاكتئاب الموسمي.

الميلاتونين آمن بشكل عام، والنوم الجيد له أهمية قصوى للصحة العامة. تحدث إلى طبيبك إذا لم تُحل مشكلات نومك. الميلاتونين متاح فقط بوصفة طبية في بعض أنحاء العالم، ولكن في بعض البلدان، يمكن لأي شخص شرائه كمكمل غذائي.

2. مصباح السعادة، أو العلاج بالضوء

يمكنك شراء صندوق إضاءة مخصص للجلوس أمامه في الصباح لمحاكاة ضوء الشمس الطبيعي خلال فصل الشتاء. وجدت بعض الدراسات أن هذا مفيد مع استخدام الميلاتونين والعلاجات الأخرى. يمكن أن تتفاقم بعض مشكلات الصحة العقلية بسبب العلاج بالضوء؛ تحدّث إلى طبيبك حول استخدام هذا المصباح إذا كانت لديك أي مخاوف.

3. فيتامين (د)

يعرف الكثيرون أن فيتامين (د) هو فيتامين أشعة الشمس لأن أجسامنا تصنعه عند التعرض لأشعة الشمس. عندما تكون ساعات النهار قليلة، يكون نقص الفيتامين أكثر شيوعًا ويمكن أن يساهم في سوء الحالة المزاجية. لقد وجدت الدراسات أن تحسين مستويات فيتامين (د) جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى يمكن أن يعالج الاكتئاب الموسمي. حدث إلى طبيبك حول إجراء فحص دم لفيتامين (د)، لأنه من المستحيل معرفة ما إذا كنت تعاني من نقص فيتامين (د) بدونه. تظل الجرعات المناسبة أمرًا هامًا، حيث يمكن أن يسبب الكثير منه آثارًا جانبية ضارة. اسأل طبيبك عن الجرعة المناسبة لك.

4. العلاج السلوكي المعرفي

جمعت بعض الدراسات بين العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وبعض المكملات الأكثر شيوعًا للاكتئاب الموسمي، مثل فيتامين (د)، والميلاتونين، والعلاج بالضوء للحصول على فائدة إضافية. اطلب من طبيبك أن يحيلك إلى معالج مؤهل للعلاج السلوكي المعرفي، لتحصل على نهج شامل لصحتك العقلية.

5. فيتامين (ب) المركب، أو فيتامينات ميثيل (ب)

فيتامينات (ب) تشمل العديد من العناصر الغذائية الهامة مثل فيتامين (ب12) وحمض الفوليك اللذان يأتيان غالبًا في مكمل واحد. بيّنت الأبحاث أنها قد تساعد على تحسين أعراض الاكتئاب أو القلق لدى البالغين. ومع ذلك، لا ينبغي أن يتناول الأشخاص المصابون بأمراض الكُلى مكملات فيتامين (ب).

6. الإينوزيتول

ينتمي الإينوزيتول إلى عائلة فيتامين (ب) وغالبًا ما يؤخذ بمفرده بجرعات أكبر. يشتهر بتحسينه لصحة المبيضين والخصوبة، ولكنه أيضًا يُحسّن النوم، ويقلل القلق، ويحسّن المزاج. قد يكون مفيدًا أن تستخدمه بشكل موسمي لعلاج سوء الحالة المزاجية، والشعور بالخمول وعدم التحفيز.

7. أحماض أوميغا 3 الدهنية

أحماض أوميغا 3 الدهنية ضرورية لصحة الدماغ والمزاج. يظل نقصها شائعًا لدى الأشخاص الذين لا يتناولون المنتجات الحيوانية، حيث لا تحتوي الأطعمة النباتية على كميات كافية من بعض أنواع أوميغا 3. تعتبر نتائج البحوث التي أُجريت على تأثير أوميغا 3 على الحالة المزاجية مختلطة، لأن تناول الجرعات المناسبة هام للغاية، والعديد من المنتجات تحتوي على كميات صغيرة جدًا منه.

من الضروري أيضًا الحصول على النسبة الصحيحة من EPA إلى DHA، وفقًا لاحتياجاتك الفردية. تحدث مع طبيبك عن الجرعة المناسبة لك. يجب توخي الحذر عند تناول مكملات أحماض أوميغا الدهنية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تخثر الدم، أو الذين يتناولون أدوية تسييل الدم. تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والمحار يزيد من تناول أوميغا 3 بانتظام.

8. 5-HTP

5-هيدروكسي تريبتوفان، أو 5-HTP، قد خضع للكثير من البحوث لعلاج سوء الحالة المزاجية والصحة العقلية. يمكن أن يساعد في بعض الأحيان الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم وبعض مشاكل الجهاز الهضمي. 5-HTP ليس آمنًا عند دمجه مع بعض الأدوية، لذا يرجى التحدث إلى طبيبك قبل تجربته. في بعض أنحاء العالم، يمكنك الحصول على 5-HTP بدون وصفة طبية، وفي أماكن أخرى، لا يتوفر إلا بوصفة طبية.

9. التيروزين

التيروزين هو حمض أميني، وهو أحد اللبنات الأساسية لتشكيل البروتين. يمكن أن يساعد على صنع المزيد من الناقلات العصبية اللازمة لتعزيز الحالة المزاجية وزيادة اليقظة العقلية. يتواجد في العديد من الأطعمة، كاللحوم، والجبن، والمكسرات، والحبوب، كما أنه موجود في شكل مكمل. تحدث إلى طبيبك للتأكد من أمان تناوله مع أدويتك.

10. Sam-e

SAM-e، أو S-adenosylmethionine هو جزيء يتشكّل طبيعيًا في جسم الإنسان ويتألف من مركب منتج للطاقة من حمض الميثيونين الأميني. وجدت بعض الأبحاث أنه يمكن أن يساعد على تحسين الحالة المزاجية من خلال دعم إنتاج الناقلات العصبية، وأنه قد يعالج الألم. قد يكون هناك مكوّن وراثي يؤثر على كم المساعدة التي يتلقاها الجسم من SAM-e، لأنه يساعد في المثيلة.

يميل الناس وراثيًا إلى الحصول على معدلات مثيلة سريعة أو بطيئة في خلاياهم. اسأل طبيبك عما إذا كان اختبار جينات المثيلة مناسبًا لك. الأشخاص الذين يعانون من بعض المشكلات العقلية أو الذين يتناولون أدوية معينة عليهم ألا يتناولوا SAM-e. في بعض أنحاء العالم، يتوفر SAM-e لأي شخص لشرائه كمكمل غذائي، وفي بعض الأماكن، لا يتوفر إلا بوصفة طبية.

11. نبتة سانت جون (العرن المثقوب)

نبتة سانت جون هي عشبة شائعة تُعزز المزاج. بيّنت بعض الدراسات الصغيرة أنها قد تكون فعالة في تحسين سوء الحالة المزاجية الموسمي لدى مجموعات معينة من الأفراد وبالاقتران مع علاجات أخرى. نبتة سانت جون لديها إمكانية عالية للتفاعل مع أنواع عديدة من الأدوية الموصوفة. تحدث إلى طبيبك حول تفاعلاتها الدوائية مع أي دواء تتناوله قبل تجربة ذلك بنفسك.

احصل على مساعدة

يمكن أن يكون علاج المشكلات العقلية معقدًا للغاية، ولكن الحصول على المساعدة المناسبة قد يُحدث فرقًا كبيرًا. يمكن أن تكون المكملات مفيدة بالإضافة إلى الدعم الاحترافي. تحدث إلى طبيبك بشأن إحالتك إلى مستشار الصحة العقلية، وقم بتوفير الرعاية الذاتية الأساسية لنفسك.

التمارين الممتعة، والنظام الغذائي المتوازن، ونظام الدعم الاجتماعي، والنوم الجيد تعتبر جميعها من أهم الأسس. فضلًأ اطلب خدمات الطوارئ إذا كانت أفكارك الاكتئابية متطرفة ولا يمكنك إيقافها.

المراجع:

  1. Frandsen TB, Pareek M, Hansen JP, Nielsen CT. Vitamin D supplementation for treatment of seasonal affective symptoms in healthcare professionals: a double-blind randomised placebo-controlled trial. BMC Res Notes. 2014;7:528. Published 2014 Aug 14. doi:10.1186/1756-0500-7-528
  2. Gelenberg AJ, Gibson CJ. Tyrosine for the treatment of depression. Nutr Health. 1984;3(3):163-173. doi:10.1177/026010618400300305
  3. Kaplan BJ, Crawford SG, Field CJ, Simpson JS. Vitamins, minerals, and mood. Psychol Bull. 2007;133(5):747-760. doi:10.1037/0033-2909.133.5.747
  4. Lewis JE, Tiozzo E, Melillo AB, et al. The effect of methylated vitamin B complex on depressive and anxiety symptoms and quality of life in adults with depression. ISRN Psychiatry. 2013;2013:621453. Published 2013 Jan 21. doi:10.1155/2013/621453
  5. Liao Y, Xie B, Zhang H, et al. Efficacy of omega-3 PUFAs in depression: A meta-analysis. Transl Psychiatry. 2019;9(1):190. Published 2019 Aug 5. doi:10.1038/s41398-019-0515-5
  6. Melrose S. Seasonal Affective Disorder: An Overview of Assessment and Treatment Approaches. Depress Res Treat. 2015;2015:178564. doi:10.1155/2015/178564
  7. Mukai T, Kishi T, Matsuda Y, Iwata N. A meta-analysis of inositol for depression and anxiety disorders. Hum Psychopharmacol. 2014;29(1):55-63. doi:10.1002/hup.2369
  8. Oren DA. Retinal melatonin and dopamine in seasonal affective disorder. J Neural Transm Gen Sect. 1991;83(1-2):85-95. doi:10.1007/BF01244455
  9. Papakostas GI. Evidence for S-adenosyl-L-methionine (SAM-e) for the treatment of major depressive disorder. J Clin Psychiatry. 2009;70 Suppl 5:18-22. doi:10.4088/JCP.8157su1c.04
  10. Rosenthal NE, Sack DA, Jacobsen FM, et al. Melatonin in seasonal affective disorder and phototherapy. J Neural Transm Suppl. 1986;21:257-267.
  11. Seasonal affective disorder and complementary health approaches : What the science says. National Center for Complementary and Integrative Health. https://www.nccih.nih.gov/health/providers/digest/seasonal-affective-disorder-and-complementary-health-approaches-science. Accessed September 3, 2021.