إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
الزنك هو عنصر غذائي أساسي مضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة للعديد من العمليات البيولوجية في البشر. من المعروف نسبياً أنه مفيد لدعم جهاز المناعة، ولكنه قد يكون أيضاً مهماً جداً للصحة الإنجابية، والنمو السليم والتطور عند الأطفال، وصحة العظام، والبصر، والسمع، وصحة الجهاز الهضمي، والجلد، ونمو الشعر.
قد يسبب نقصه مجموعة واسعة من الأعراض غير المحددة كتأخر النمو عند الأطفال، وضعف الشهية، وفقدان الشعر، وفقدان الوزن، والإسهال، وضبابية الدماغ، والاكتئاب، والعقم لدى كل من الرجال والنساء، والاختلالات الهرمونية، والارتعاش، وبطء التئام الجروح، وضعف المناعة وفقدان التذوق.
قد يعاني المرء من نقص في الزنك عندما يتناول كميات قليلة من السعرات الحرارية أو يعاني من بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، أو يكون قد أجرى جراحة في الجهاز الهضمي سابقاً، أو يعاني من أمراض الكبد أو الكلى، أو لديه اضطرابات معينة في الدم، أو يعاني من إدمان الكحول، أو يتبع نظاماً غذائياً نباتياً. غالباً ما يواجه كبار السن أيضاً صعوبة في امتصاص الزنك بشكل صحيح.
لا يخزن جسم الإنسان الزنك، لذا يمكن أن يحدث النقص بسرعة إذا كان تناوله غير كافٍ. النقص الحاد نادر الحدوث، لكن النقص الخفيف إلى المتوسط شائع نسبياً. يعمل النحاس والزنك معاً بطريقة كيميائية حيوية، وقد يؤدي تناول الكثير من الزنك لفترة طويلة جداً إلى نقص النحاس. هذا هو السبب في أنه ينصح أحياناً بتناول مكملات الزنك مع النحاس معاً، خاصةً مع الجرعات العالية جداً للزنك.
يجب أن نحصل على الزنك من الطعام، حيث يعتبر المحار أفضل مصدر للزنك بفارق كبير. يحصل معظم الناس على غالبية الزنك من اللحوم الحمراء والدجاج. الزنك موجود أيضاً في الحبوب والمكسرات والبذور والفولولكنه أقل توافراً حيوياً وصعب الامتصاص بسبب وجود الفيتات التي ترتبط بالزنك وتجعل امتصاصه صعباً. يمكن للنباتيين زيادة التوافر الحيوي للزنك في الحبوب والفاصوليا عن طريق نقعها مسبقاً في الماء لعدة ساعات لتقليل ارتباط الفيتات. يجب على البالغين الحصول على 8-11 مجم من الزنك في وجباتهم الغذائية اليومية، أو 12 مجم في حالة الحمل أو الرضاعة.
نظرت مراجعة منهجية وتحليل شامل أُجريا عام 2012 في دراسات أُجريت على مكملات الزنك وقدرتها على منع البرد الشائع. في 17 تجربة أُجريت على 2121 مشاركاً، خلص الباحثون إلى أن مكملات الزنك تقصر مدة نزلات البرد لدى البالغين وليس الأطفال. اعتبرت جودة هذه المراجعة معتدلة، واقترح الباحثون مزيداً من الدراسة حول هذا الموضوع.
قد تكون العديد من المشكلات المصاحبة لتساقط الشعر ناتجة عن نقص الزنك أو على الأقل يتسبب نقصانه في تفاقمها. استشهدت مقالة مراجعة بالعديد من الدراسات التي بيّنت وجود علاقة بين نقص المغذيات الدقيقة واضطرابات الشعر كالصلع الوراثي، والثعلبة البقعية، وقراع التيلوجين..
تناول الجرعة المناسبة مهم، ولم تسفر إحدى الدراسات التي استخدمت جرعات عالية جداً من الزنك عن نتائج إيجابية. أمراض الغدة الدرقية غالباً ما تتسبب الأمراض في تساقط الشعر، ويمكن أيضاً تحسين المشكلة في بعض الأحيان بمكملات الزنك.
لقد ثبت أن الزنك يبطئ نمو البكتيريا المسببة لحب الشباب، بروبيونيباكتيريوم آكنيز. هذا يقلل من علامات الالتهاب التي تستخدمها البكتيريا للتسبب في أمراض الجلد. أظهرت دراسات متعددة أن الزنك يُحسن من مشكلة حب الشباب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في الزنك.
أيضاً، وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن المرضى الذين يعانون من الصدفية هم أكثر عرضة للإصابة بنقص الزنك وارتفاع مستويات النحاس نسبياً في دمائهم، وقد يساعد تصحيح هذا الخلل على تحسين أعراض الأمراض الجلدية. وجدت مراجعة منهجية أُجريت عام 2019 وتحليل شامل للدراسات التي تبحث في التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما) ومستويات الزنك نتائجاً متضاربة. وجد البعض فوائد له بينما لم يجد البعض الآخر أي فائدة.
من المهم ملاحظة أن هناك أشكالاً مختلفة لمكملات الزنك لها مستويات مختلفة من الفعالية لتلبية الاحتياجات المختلفة لصحة الجلد.
وجدت مراجعة منهجية وتحليل شامل أن الرجال المصابين بالعقم لديهم مستويات زنك منخفضة بشكل ملحوظ في السائل المنوي. وجد أن مكملات الزنك تزيد بشكل كبير من الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي، وكمية السائل المنوي، وحركة الحيوانات المنوية. قد تكون مستويات الزنك المناسبة لدى الرجال عاملاً مهماً لصحة الحمل.
الزنك مهم جداً لنمو الجنين نظراً لدوره في الحمض النووي وتخليق البروتين والانقسام الخلوي. نقص الزنك أثناء الحمل يؤدي إلى الإجهاض وضعف نمو الجنين والولادة المبكرة. ذكرت مراجعة منهجية دراسة تُبيّن أن مكملات الزنك تقلل من خطر الولادة المبكرة بشكل ملحوظ. ولكن، قد يكون ذلك ناتجاً عن تقليل مخاطر العدوى لدى الأم، والتي يمكن أن تكون سبباً للولادة المبكرة.
يعد الأداء السليم للمعدة والأمعاء أمراً مهماً لامتصاص الزنك الغذائي، وقد يكون النقص شائعاً لدى المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة الخطيرة مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي ومرض الاضطرابات الهضمية والقرحة المعدية المعوية والإسهال. قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان النقص قد أدى إلى الاضطراب أم الاضطراب هو الذي تسبب في النقص لأن نقص الزنك يمكن أن يساهم في زيادة القابلية للإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) باستخدام مكملات الزنك للأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى. ثبت أن مكملات الزنك تقلل من شدة وتكرار ومدة نوبات الإسهال لدى الأطفال.
يعاني المرضى المصابون بداء السكري من النوع 1 والنوع 2 عادةً من نقص الزنك، وقد تتحسن حالتهم بالمكملات. من المعروف أن مضادات الأكسدة تساعد على تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم، ووجدت مقالة نشرت عام 2015 انخفاضاً ملحوظاً في علامات الإجهاد التأكسدي لدى مرضى السكر بعد تناول 30 مجم من الزنك يومياً لمدة 3-6 شهور.
قد يزيد نقص الزنك من خطر الإصابة بخلل وظيفة الغدة الدرقية. تؤدي الغدة الدرقية دوراً في الاستخدام الطبيعي للزنك. وجدت العديد من الدراسات أن الزنك يساعد في الدور المهم للغاية المتمثل في تحويل هرمون الغدة الدرقية إلى الشكل النشط والمفيد في الجسم، مما يتسبب في صعوبة استخدام مخازن الزنك المحدودة بشكل أسرع. تعد مستويات الزنك المثلى مهمة للحفاظ على وظيفة الغدة الدرقية الصحية.
قارنت دراسة أجريت عام 2013 على المشاركين المصابين باضطراب اكتئابي شديد بين من كانوا يتناولوا أدوية مضادة للاكتئاب بالإضافة إلى دواء وهمي ومن يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب بالإضافة إلى 25 ملغ من الزنك. وجد المشاركون الذين تناولوا مكملات الزنك تحسناً ملحوظاً أكثر من مجموعة الدواء الوهمي في نهاية الأسبوعين السادس والثاني عشر.
وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن الزنك قد يكون مفيداً للمصابين بفقدان السمع المفاجئ وغير المبرر. في الدراسة، قُسّم 66 مشاركاً في الدراسة إلى مجموعتين تضم كلاً منهما 33 مشاركاً. تلقت مجموعة واحدة العلاج بالكورتيكوستيرويد وحده، بينما تلقت المجموعة الأخرى الكورتيكوستيرويد مع مكمل الزنك. اختُبرت مستويات الزنك في الدم لدى المشاركين قبل العلاج وبعده. أدت زيادة مستويات الزنك بشكل وثيق إلى نسبة أعلى من الشفاء واكتساب السمع.
الزنك موجود في العين وله أدوار مهمة في الحفاظ على صحة وظيفة العين. ومع ذلك، فإن تناول مكملات الزنك لصحة البصر قد أسفرت عن نتائج متضاربة. غالباً ما تتضمن الدراسات التي أجريت على الزنك لاضطرابات العين أيضاً عناصر مغذية أخرى، مما يجعل من الصعب فهم ما إذا كانت مادة واحدة أو عدة مواد قد أحدثت التأثير.
وجدت دراسة أجريت على مرضى الثلاسيميا الكبرى، وهو اضطراب في الدم، أن تناول 25 مجم من الزنك يومياً قد حسّن المحتوى المعدني للعظام بشكل ملحوظ بعد 18 شهراً. شجعت الدراسة على دراسة مكملات الزنك في مجموعات أخرى لإحداث تأثيرات مماثلة.
لا يمكن الاعتماد على اختبارات الدم الخاصة بالزنك دائماً، لذا تحدث إلى طبيبك لمعرفة ما إذا كانت مكملات الزنك مناسبة لك. تتضمن بعض الأسباب التي قد تجعل طبيبك يرى أنها مناسبة لك، إصابتك باضطراب الجهاز الهضمي، أو سوء الامتصاص، أو ضعف جهاز المناعة، أو وجود أمراض أخرى ناتجة عن نقص الزنك، أو استخدام الأدوية الموصوفة التي قد تسبب نقص الزنك. قد تكون البقع البيضاء على أظافرك علامة على نقص الزنك.
الجرعة المناسبة مهمة - قد تتسبب الجرعة المرتفعة جداً في ظهور أعراض ضارة والأخرى المنخفضة جداً غير فعالة. يُنصح دائماً بتناول مكملات الزنك مع الوجبة لأنها قد تسبب اضطراباً في الجهاز الهضمي عند تناولها بمفردها. إن المواظبة على نظام غذائي صحي غني بالأطعمة الطازجة الكاملة ويشمل مجموعة متنوعة من اللحوم والخضروات والفواكه والحبوب هو دائماً أفضل طريقة لضمان التغذية الكافية.
المراجع:
بقلم دكتور. لي سيرجيفيتش، ND
