إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم د. غابرييل اسبينوزا، دكتوراه في الطب
يقضي المراهق العادي حوالي 70٪ من وقته ناظراً إلى شكل من أشكال الشاشات الرقمية. يقضي الأطفال، خاصة خلال سنوات مراهقتهم، قدراً كبيراً من وقتهم في التواصل مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن قد يؤدي قضاء فترات طويلة أمام الشاشات إلى نتائج سلبية على الصحة العقلية والجسدية.
أصبحت العديد من البلدان تعتمد التعلم عن بُعد عبر الإنترنت، مما يعني أن الأطفال والمراهقون سيكونون أكثر تعرضاً للشاشات الرقمية. فيما يلي نصائح حول كيفية تحسين التعلم عن بُعد عبر الإنترنت للطفل أو المراهق ومعالجة العواقب السلبية المحتملة.
بيّنت الدراسات وجود علاقة بين مقدار الوقت الذي يقضيه المرء على وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة معدلات الاكتئاب والقلق.
عند قضاء المزيد من الوقت على المحتوى الرقمي المحمول، يضغط الأطفال والبالغون ضغطاً إضافياً على رِقابهم، مما يؤدي إلى "ثني الرقبة عند استخدام الإلكترونيات" أو "وضعية إمالة الرأس إلى الأمام"
مع زيادة مقدار الوقت الذي تقضيه على الشاشة، من المحتمل أيضاً أن تعاني عيون الأطفال من المزيد من الانزعاج والتعب والجفاف، مما قد يؤدي إلى الصداع.
زيادة وقت الشاشة يؤدي إلى زيادة إجهاد العين أو متلازمة الحاسب الآلي (CVS).
كما هو الحال مع العديد من التغييرات غير المتوقعة، قد يشعر الأطفال ببعض القلق بسبب عدم يقينهم من تلك التغيرات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعلم عبر الإنترنت؛ فهذا هو الوقت الذي يتعلم فيه الأطفال العلاقات الاجتماعية، ويشعرون بذواتهم وهوياتهم.
وبالتالي، من الجيد أن تكون لديك خطة منظمة حول كيفية التعامل مع التعلم عن بُعد.
يتطلب التعلم عن بُعد عبر الإنترنت التحديق في شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة من الزمن. الراحة هي أمر بالغ الأهمية لتكون منتبهة تماماً عند حضور الدروس عبر الإنترنت. مع زيادة التعرض للوسائط الرقمية، يعاني الأطفال الآن من زيادة آلام الرقبة بسبب ثني الرقبة عند استخدام الإلكترونيات.
يزن الرأس حوالي 5 كيلوغرامات، ومع كل زاوية انثناء، يزداد وزن الرأس، ليصل إلى حد الأقصى وهو أكثر من ثلاثة أضعاف الوزن الطبيعي. إمالة الرأس في وضع محني لفترات طويلة يؤدي إلى تغيرات في وضعها وآلام مزمنة فيها.
عند إمالة الرأس إلى الأمام، أثناء الاختبار والدراسة وتصفح الويب ولعب ألعاب الفيديو، قد يلتف أكتاف الأطفال أثناء انحناء الرأس، مما يزيد من صعوبة تمدد القفص الصدري لأخذ أنفاس عميقة. يمكن أن يؤدي هذا إلى أن يواجه الأطفال صعوبة في تنظيم مزاجهم لأنهم غير قادرين على أخذ نفس عميق ومريح.
لذا، تأكد من أن الجزء العلوي لشاشة الكمبيوتر هو في مستوى عين الطفل، واجعله يجلس مباشرة على الكرسي بحيث يكون الجزء السفلي لجسمه متكأً على ظهر الكرسي، والتمدد أثناء فترات الراحة، وتجنب النظر لفترات طويلة على الهواتف والأجهزة اللوحية.
آلام الرقبة ليست مشكلة منفردة عندما يتعلق الأمر بالتعلم عن بُعد عبر الإنترنت. ألم الرقبة يؤدي أيضاً إلى زيادة إجهاد العين، مما يؤدي إلى ثني الأطفال لرقبتهم أكثر في محاولة لقراءة الأشياء على الشاشة، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الصداع، خاصة إذا كان طفلك يعاني من الصداع النصفي.
متلازمة الحاسب الآلي (CVS) تنتج عن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات الرقمية، ويعاني الأطفال من نفس الأعراض التي يعاني منها الكبار، بما في ذلك عدم الراحة في العين، والتعب، والصداع، وجفاف العين.
تذكر أن الأطفال والمراهقين لا يُدركون أنهم قد يصابون بأضرار خطيرة طويلة المدى لأن الآثار قصيرة المدى ليست ملحوظة. إن تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة ومكملات فيتامينات "ج"و "هـ" والزنك قد يساعد على تقليل مخاطر الإصابة ببعض أمراض العيون، بما في ذلك متلازمة الحاسب الآلي.
إذا كان التحديق في شاشة الكمبيوتر طوال اليوم يؤدي إلى الصداع، وخاصة الصداع النصفي، فهناك بعض الطرق الطبيعية للمساعدة في معالجته. وجدت دراسة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية أن الزنجبيل له تأثير أفضل من سوماتريبتان، وهو دواء للصداع النصفي. مكمل طبيعي آخر أثبت فعاليته في الصداع النصفي هو الكركم. تعتبر تلك التوابل بدائل رائعة يمكن استخدامها لوضع نظام غذائي صحي أو تناولها كمكملات في شكل مسحوق أو شاي أو مستخلص.
بينما ينتقل طفلك إلى التعلم عبر الإنترنت، فإن النظام الغذائي الصحي الغني بمضادات الأكسدة سيعطيه الوقود الذي يحتاجه للنجاح. تحدث إلى طبيب الأطفال إذا كنت تفكر في إعطاء أطفالك مكملات غذائية في نظامهم الغذائي، خاصة إذا كان ذلك الطفل أو المراهق من الصعب إرضاءه في الطعام.
المغنيسيوم، الموجود في الخضروات الورقية والأفوكادو والمكسرات، الحبوب، قد يساعد على الاسترخاء وتخفيف بعض التوتر والقلق، وبالتالي يُحسّن المزاج العام. قد تساعد أيضاً تركيبة سترات المغنيسيوم الموجودة في العديد من الأقراص والمساحيق إذا كان طفلك يعاني من الإمساك بسبب الجلوس معظم اليوم.
فيتامين ب6 وحمض الفوليك من الفيتامينات الأخرى التي قد تساعد أيضاً على تحسين المزاج والبشرة والشعر وصحة العينين. وهي فيتامينات مهمة تساعد الجسم على تحويل الطعام إلى جلوكوز. الجلوكوز مهم جداً خاصةً للتعلُّم لأنه مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ. قد يكون تناول مكملات هذه الفيتامينات مفيد لأنها قابلة للذوبان في الماء ولن يخزنها الجسم.
الفيتامينات المتعددة للأطفال تحتوي على الكثير من فيتامينات "ب"، لذا فإن تناول أي منها يومياً قد يدعم الأداء البدني والعقلي لطفلك.
بسبب التعلم عن بُعد عبر الإنترنت، يفتقد الأطفال فرصة اللعب في الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس الطبيعية. قد يؤدي ذلك إلى نقص في فيتامين "د" والكالسيوم, وهما مهمان لنمو العظام وصحتها. كما يؤدي نقص فيتامين "د" إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق.
من المهم أن تناقش طبيب الأطفال في أي وقت تفكر فيه ببدء إعطاء طفلك المكملات الغذائية لأن كل مكمل له جرعات يومية مختلفة ويمكن أن يتداخل مع أي أدوية موصوفة طبياً قد يكون طفلك يتناولها بالفعل.
يمكن أن تكون التغييرات غير المتوقعة صعبة على أي طفل أو مراهق. لكن امتلاك خطة قابلة للتكيف ومرنة ومتسقة مع قيم عائلتك يمكن أن يساعد الأطفال على النجاح في التعلم عن بُعد عبر الإنترنت وموازنة الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات. أنشأت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال نموذجاً لخطة استخدام وسائل الإعلام العائلية التي يمكن لعائلتك تكييفها مع قيمك وأسلوبك التربوي لتحقيق أهدافك المرغوبة. الأهم من ذلك، إذا كنت ستبدأ في إعطاء طفلك أي مكمل غذائي مذكور في هذا المقال، فتذكر أن تراجع طبيب الأطفال أولاً.
وأخيراً، تُعد التنشئة الاجتماعية جزءًا مهماً من الطفولة وقد تتأثر بمتطلبات التعلم عن بُعد عبر الإنترنت؛ لذا، من المهم العمل مع طفلك لتحديد طرق مختلفة للتواصل الاجتماعي، فذلك لا يقل أهمية عن تعلمهم الأكاديمي والحفاظ على صحتهم البدنية.
المراجع:
